أيها الســـــــــاكنأيها الساكن
في دروب الهوى ،هل أجد لديك دواء
لقلب سكنته الأشباح ،أصبح يئن من الظلمات
يقطر دما ، يتساقط علي قبور
رحلت ،كانت كلها زهرات
أيها الساكن
في جوف الأرض ،هل لديك طرقات، أو معابر
إلي جوف من ارض ، سكنته روح
كانت لا تعترف بألم ، رغم كثره الويلات
أيها السكن
في قلوب الغذاري، هل أجد لديك دمع ،فأجمعه بيدي
أكون نهرا لأسبح ،إلي شاطئ كله من الحوريات
أيها الساكن
في قلب لم يتلوث ،بحب، وعشق،وآهات
لأهديه لمن يقاسي،عذاب العاشقات
أيها الساكن
أرفق بي ،فاني متيم ، ولكني كثير العثرات
أيها الساكن
دلني علي درب
لا أطعم فيه، غير ريق، صافي ،من الشائبات0
أيها الساكن
فوق الجبال الصفر ،هل ترسل أطيارك، لتحلق ،مع عصافيري
وفراشاتي، لتنثر علي باب ،لمدخل في بستان ، لتعيد السعادة،
لأسرة تنوح ببكاء،لشهيد مات وهو غارق بعشقه، وتنثر ريحين، وفل لمرقد، وتأتأثب لاستقبال حروف، تأهة من تصفحي
تغسل قلوبا لتحيا،من جديد، وتتغني بأشعاري، وتتمايل، طربا لحب، ليلي، وبثنيه، وقافيه لامرؤا القيس، وجميل شد علي الوتري0
أيها الساكن
علي الشاطئ ،وأمتدد علي رمش عين، وتوسد في مقلتيك، وأقطر دمعا ،ًفأزاح حبات رمل، التصقت بخديك، فسقطت علي تربه، فانبتت زهره بيضاء، وأقطر الندي، ففاحت بريح عود، فحملتها أكفك، فبلغت عنان السحب، ففرشت بسندس، وتعانقت، وتلاصقت،كغصنين من جذع ورده، فأصدرت صوتا، من فاه عصفور، فاهتزت السحب نغما، فأنزلت مزنا، فغسلت شعرك، فأصبح كلون الشمس، والشمس غارت، من بهائك، فغاصت في أعماق بحيرة، حياء، وأمسيت تضيئين، الأرض بنور، وترسلين الأشعار، إلي كل واد، وتنبتين زهراً وريحان
أيها الساكن
في فلسطين والجولان، خبرنا عن الأحلام ،عن طفل يبكي، من قهر الأوزان، من عجوز أتكئ ،علي صخره قراء القران، من عجوزه جف ثديها، من حليب قد سقته ،لعصبه من الشهداء، ومن شابه شاب شعرها، من هول ما كان،و من شاب تطهر، ولبس الكرامة، وأضحي في الميدان ،ومن صبر، تجرع علقماً، فسقاه قطراً يصم الأذان، ومن أرض تتنفس، بعطر من مسك، فاح وطهر الأبدان0